السبت، 25 أبريل 2009

انتم لهذا السبب ظلمتم الاشاعره

التأويل
ذهب الأشاعرة في التعامل مع الآيات المتشابهة إلى تأويل اللفظ المتشابه ، أي بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى ،ويستعان على هذا بالقرائن المتعددة ، وبعرف الإستعمال والعادة ، لأنهم يرون أن التعويل في الحكم و الإستنباط على قصد المتكلم و مراده [9] ، ومراده يظهر أحيانا من اللفظ نفسه ، وأحيانا من العلامات والقرائن المصاحبة ، فمراد المتكلم من قوله:رأيت أسدا ، غير مراده من قوله: رأيت أسدا يخطب على المنبر ، ففي الأولى يقصد الحيوان المفترس بدلالة لفظ الأسد ، وفي الثاني يقصد الرجل الشجاع بدلالة القرينة (( يخطب على المنبر )).
وبالتالي فإنهم يرون أنه من عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب -عليه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها ، وإنما هي ادلة يستدل بها على مراد المتكلم ، فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق ،فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء كان بإشارة ، أو كتابة ، أو بإيماءة ، أو دلالة عقلية ، أو قرينة حالية ، أو عادة مطردة [10] .
ويرى الأشاعرة أنهم يتبعون السلف باتخاذهم لمذهب التأويل في التعامل مع النصوص المتشابهة ، وفيما يلي بعض الأمثلة التي يستشهد بها الأشاعرة على تأويل السلف للنصوص المتشابهة :
تأويل عبد الله بن عباس الساق بالشدة في الآية :((يوم يكشف عن ساق)) ، وتأويل الحسن البصري القدم بالّذين قدمهم الله من شرار خلقه في الحديث :((لا تزال جهنم تقول هل من مزيد ، حتى يضع رب العزة فيها قدمه[11]
تأويل ابن جرير الآية ((و السماء بنيناها بأيد)) بالقوة ،ونقل تأويل الأيدي بالقوة عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ومنصور وابن سفيان[12]
تأويل البخاري الضحك بالرحمة [13]
ما رواه البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل الآية((وجاء ربك)) أنه جاء ثوابه.ثم قال البيهقي :وهذا اسناد لاغبار عليه [14]
تأويل سفيان الثوري للوجه في الآية((كل شيء هالك إلا وجهه)) بالملك [15]
تصريح مالك و الأوزاعي في الحديث ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)) بأنّ الله لا يجوز عليه الإنتقال[16]
ما قاله ابن حجر العسقلاني عن حديث الصوت:لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى -الله- ،ويحتاج إلى تأويل [17]
تأويل الشاطبي الوجه في الآية((كل شيء هالك إلا وجهه))بالذات [18]
نقل النووي في شرحه على صحيح مسلم عن القاضي عياض أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة ، فقيههم ،ومحدّثهم ، ومتكلّمهم ،ونظارهم ، و مقلّدهم أنّ الظواهر الواردة بذكر الله في السماء ،كما في الآية((أأمنتم من في السماء )) ونحوه،ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم[19] ،أي جميع من يعتد بهم .

ليست هناك تعليقات: